للبعض في مجتمعنا خاصة من يهاجمون منتقدي الراهبة التي أرهبت طلاباً أبرياء بتخييرهم بين الخيانة أو الدعاء لمن تسميهم هي “رجال المقاومة” بعض الكلام :
هل تعرف تلك الراهبة و المتعاطفين معها ماذا يدرّس هؤلاء ابنائهم في مدارسهم و مراكزهم؟ هل تعرف ماذا يقولون لهم و كيف يوجهونهم ؟ هل يسمحون هم بنشر تعاليمنا و أفكارنا عندهم مثلاً ؟
هل تعرف ما هي صفة المسيحيبن في صلب عقيدة من أسمتهم “رجال المقاومة ” ؟ هل تعرف تلك الراهبة أن المجتمع المسيحي “النصارى” هم أهل ذمة في جوهر فكر “رجال المقاومة” و على مجتمعها بالتالي دفع الجزية و العيش في ذمة هؤلاء دون أي حقوق إن استطاعوا يوماً تطبيق ما يصبون اليه ؟
هل سمعت تلك الراهبة عن ولاية الفقيه ؟ هل استمعت لمئات المحاضرات و العظات أو قرأت بعض كتابات الإمام الخميني مطلق الثورة الإسلامية في إيران و ملهمها و من بعده من ورثوه ؟ هل قرأت الوثيقة الأساسية لتأسيس منظمتهم في لبنان ؟ هل سمعت عن آخر كتاب لأحد أكبر و أهم مسؤوليهم في لبنان و الذي جاء ملطَّفاً بعض الشيء بالنسبة لما سبقه لكنه كان صريحاً و جريئاً و اتى بنفس السياق الفكري لهؤلاء !!!
هل سمعت تلك الراهبة و المدافعين عنها الخطاب الشهير لقائدهم و هو يتكلم عن بلاد كسروان و جبيل و ضرورة استعادتها من الغزاة ؟
كيف لراهبة أن ترهب أطفالاً صغاراً و تخيرهم بين الخيانة أو الدعاء لمنظمة دينية عسكرية هي على نقيض تام مع كل ما قام عليه مجتمع أهلهم و أجدادهم و على كل ما استشهد من أجله من استشهد في مجتمع هؤلاء الصغار ؟
لا .. لا يمكن الدفاع عنها سواء كانت هفوة بريئة او كلاماً مقصوداً ، فالإثنين سواسية ، إن لم تكن تعلم بماهية عقيدة و فكر هؤلاء و هي راهبة فتلك مصيبة و إن كانت تدري و قالت ما قالته فالمصيبة أعظم !!! المشكلة هنا مشكلة هوية و انتماء و فروقات أساسية بالجوهر و العقيدة و الفكر لا مجرد مسألة عادية تمر مرور الكرام …
قائدهم قال بنفسه أن حربه اليوم هي من أجل غزة لا من أجل لبنان و حزبهم هو من أطلق تسمية “على طريق القدس” خلال تأبين شهدائه و ليس أي أحد آخر فكيف يكون عدم التعاطف معهم خيانة للبنان و هو أصلاً غير موجود أقله في كلامهم المعلن عن الحرب الأخيرة !!!
لن نسترسل أكثر احتراماً لرهبانيتنا و كنيستنا و تاريخها الكبير في الحفاظ على مجتمعها و أهلها و الدفاع عنهم في وجه من طلبت الراهبة من طلابها التعاطف معهم و كنا نفضل أن لا نكتب في موضوع كهذا لولا بعض الأقلام الذمية بيننا و التي استرسلت كثيراً في الإنبطاح و المسايرة ..
بنهاية المطاف تبقى الكنيسة المارونية و رهبانياتها علامة نور و إشعاع في هذا الشرق الأسود حتى لو خرجت قلة قليلة من ابنائها عن مسار الأجداد و ضللهم بعض الوصوليين و المتسلقين فايتعدوا عن جوهر رسالتنا و معنى وجودنا في هذه الأرض المقدسة …
أخيراً فليطمئن الجميع لن يصطدم مجتمعنا يوماً بكنيسته و رهبانياته مهما حصل لأنه مدرك و بعمق بكل ما فعلته هذه الكنيسة من أجل الحفاظ على جودنا و تأمين استمرارية هذا الشعب في أرضه على مدى السنين و الأيام و إن كان من انتقاد فهو لوضع الأمور في نصابها الصحيح منعاً للتضليل ليس إلا و هذا هو هدف مقالنا …
فليهدي الرب بنوره المضللين من ابناء مجتمعنا و ليخرجهم من ظلمات الحقد و الضياع و التشتت و الجهل علّهم يرون وجه يسوع المشع مرة أخرى ، عندها فقط تصطلح أحوالهم و أحوالنا .